الخلفية التاريخية
كانت قبيلة العبيدات قد دخلت في حرب كبيرة (ربما في القرن الثامن عشر) ضد جيرانهم الشرقيين قبيلة "أولاد علي" أبناء عمومتهم (كلا القبيلتين من نسل قبيلة بني سعدة وهذه من نسل قبية بني سليم من الجزيرة العربية)، وكانت نتيجة الحرب هزيمة أولاد علي وإخراجهم من برقة في منطقة الجبل الأخضر إلى مصر، وقد عرفت هذه الحرب في التراث الشعبي الليبي باسم "تجريدة حبيب"[1].
أما بالنسبة للبراعصة ، فإن زعيمها "أبو بكر حدّوث" (من نسل عبد السلام بن مشيش من المغرب)[2]، قد عينته الإمبراطورية العثمانية برتبة "بي" حاكماً على جميع قبائل "الحرابي"[3] (البراعصة، العبيدات، الحاسة، الدرسة، عائلة فايد، أولاد حمد)، وقد عدّه العبيدات حاكماً قاسياً، وكان من الصعب على قبيلة كبيرة مثل العبيدات أن تبقى تحت نفوذ قبيلة أخرى، لذلك فإن الصراع لم يكن هناك مفر منه[4].
سير الحرب:
بدأت الحرب عام 1860، وحقق فيها البراعصة نجاحاً أول الأمر، رغم الدعم التركي للعبيدات، حيث تقدم البراعصة في أرض العبيدات حتى وصلوا إلى موقع "عين مارة" حيث واجهوا هزيمة كبيرة، وحاسمة ناصر خلالها العديد من القبائل الأخرى قبيلة العبيدات المنهكة، ومن هذه القبائل التي يذكرها العبيدات بخير قبيلة الشلاوية التي ناصرت العبيدات بشدة ولا تزال توجد وثيقة تؤكد رابطة الدم بين العبيدات والشلاوية. وانتهت الحرب بالصلح عام 1890، مخلفة وراءها 2000 قتيل من الطرفين، بينهم أخوين لأبوبكر، وهذه هي المعلومات الأساسية المتوفرة عن الحرب، ومن الصعب التخيل كم أن هذه المعلومات قليلة مقارنة بأنها حرب طويلة[5].
أبو بكر حدوث لم يحضر نهاية الحرب، حيث ذهب إلى بنغازي، وتوفي هناك عام 1870[6].
.
إرث الحرب:
لم تكن هذه الحرب هي الوحيدة بين القبائل في برقة، حيث أن حروباً كهذه كانت سمة سائدة ذلك العصر، وهي تمثل نسخة القرن التاسع عشر من حرب البسوس ، وبمجيء السيد محمد بن علي السنوسي إلى برقة في القرن التاسع عشر، بدأ عدد هذه الحروب يتناقص تدريجياً، وعندما غزا الإيطاليون ليبيا عام 1911، لم يجد الزعماء السنوسيون صعوبة كبيرة في توحيد جهود القبائل ضد الغزاة.
كانت قبيلة العبيدات قد دخلت في حرب كبيرة (ربما في القرن الثامن عشر) ضد جيرانهم الشرقيين قبيلة "أولاد علي" أبناء عمومتهم (كلا القبيلتين من نسل قبيلة بني سعدة وهذه من نسل قبية بني سليم من الجزيرة العربية)، وكانت نتيجة الحرب هزيمة أولاد علي وإخراجهم من برقة في منطقة الجبل الأخضر إلى مصر، وقد عرفت هذه الحرب في التراث الشعبي الليبي باسم "تجريدة حبيب"[1].
أما بالنسبة للبراعصة ، فإن زعيمها "أبو بكر حدّوث" (من نسل عبد السلام بن مشيش من المغرب)[2]، قد عينته الإمبراطورية العثمانية برتبة "بي" حاكماً على جميع قبائل "الحرابي"[3] (البراعصة، العبيدات، الحاسة، الدرسة، عائلة فايد، أولاد حمد)، وقد عدّه العبيدات حاكماً قاسياً، وكان من الصعب على قبيلة كبيرة مثل العبيدات أن تبقى تحت نفوذ قبيلة أخرى، لذلك فإن الصراع لم يكن هناك مفر منه[4].
سير الحرب:
بدأت الحرب عام 1860، وحقق فيها البراعصة نجاحاً أول الأمر، رغم الدعم التركي للعبيدات، حيث تقدم البراعصة في أرض العبيدات حتى وصلوا إلى موقع "عين مارة" حيث واجهوا هزيمة كبيرة، وحاسمة ناصر خلالها العديد من القبائل الأخرى قبيلة العبيدات المنهكة، ومن هذه القبائل التي يذكرها العبيدات بخير قبيلة الشلاوية التي ناصرت العبيدات بشدة ولا تزال توجد وثيقة تؤكد رابطة الدم بين العبيدات والشلاوية. وانتهت الحرب بالصلح عام 1890، مخلفة وراءها 2000 قتيل من الطرفين، بينهم أخوين لأبوبكر، وهذه هي المعلومات الأساسية المتوفرة عن الحرب، ومن الصعب التخيل كم أن هذه المعلومات قليلة مقارنة بأنها حرب طويلة[5].
أبو بكر حدوث لم يحضر نهاية الحرب، حيث ذهب إلى بنغازي، وتوفي هناك عام 1870[6].
.
إرث الحرب:
لم تكن هذه الحرب هي الوحيدة بين القبائل في برقة، حيث أن حروباً كهذه كانت سمة سائدة ذلك العصر، وهي تمثل نسخة القرن التاسع عشر من حرب البسوس ، وبمجيء السيد محمد بن علي السنوسي إلى برقة في القرن التاسع عشر، بدأ عدد هذه الحروب يتناقص تدريجياً، وعندما غزا الإيطاليون ليبيا عام 1911، لم يجد الزعماء السنوسيون صعوبة كبيرة في توحيد جهود القبائل ضد الغزاة.